نظام الاتصال

 

بسم الله الرحمان الرحيم

 

نظام الاتصال

1-   تقديم

إن الاتصال كظاهرة إنسانية نفسية اجتماعية يرجع تاريخ ظهوره إلى ما قبل الميلاد بآلاف السنين، وقد تطور الاتصال مع تطور الحياة والعلوم في الحضارات الانسانية، ويمكننا أن نقسم الحضارات في تتابعها على أساس اتصالي كما يلي:

Ø     الحضارة السمعية الشفهية: بدأت منذ أن كان الاتصال يعتمد على الأصوات والإشارات والأشياء ذات المعاني المشتركة

Ø     الحضارة الكتابية: وهي المرحلة التي توصل فيها الإنسان إلى الكتابة واستعملها في الاتصال بالآخرين منذ زهاء أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.

Ø     الحضارة الطباعية: وبدأت بابتكار الطباعة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي.

Ø     حضارة التلغراف والتليفون والسينما والإذاعة المسموعة والمرئية: في النصف الأول من القرن العشرين.

Ø     حضارة الإليكترونات والذرة وغزو الفضاء

وهناك تغييرات جديدة  داخل المجتمعات الإنسانية وأهمها الحاسوب، كما يصنف بعض الباحثين نماذج عملية الاتصال الإنساني إلى ثلاث فئات:

Ø     نماذج الاتصال الذاتي (بين الفرد ونفسه)

Ø     نماذج الاتصال بين الفردين (وجها لوجه)

Ø     نماذج الاتصال الجماهيري (عن طريق وسائل الإعلام مثلا...)                                                 

2-    تأطير النص

·        الكاتب: هو الدكتور نبيل علي كاتب مصري، نال درجة الدكتوراه في هندسة الطيران عام 1971 وهو مختص في مجال الحواسيب والبرمجة المعلوماتية.

          من أهم مؤلفاته "اللغة و الحاسوب"، "العرب وعصر المعلومات"...

·        نوعية النص: النص عبارة عن مقالة ثقافية حجاجية  ذات بعد فكري تواصلي إعلامي.

·        مصدر النص: النص مقتطف  من "الثقافة العربية و عصر المعلومات"-سلسلة عالم المعرفة-الكويت-العدد 276- الطبعة الثانية(دجنبر2001)-الصفحة 343 وما بعدها.

 

3-    ملاحظة النص

·        دراسة العنوان:

ü     تركيبيا: العنوان جملة اسمية تتكون من مبتدأ محذوف وخبر (نظام)، وهوعبارة عن مركب إضافي .

ü     دلاليا: يتكون العنوان من كلمتين وهما: نظام: مجموعة من القوانين. والإتصال: هي رغبة أحد الطرفين في الإتصال بالأخر.

ü     ويوحي عنوان النص إلى أن للاتصال مجموعة من القواعد والأسس التي تؤطره وتوجهه، ذلك أنه أصبح نظاما قائما بذاته.

·        فرضية النص:

                 من خلال بداية النص ودلالة العنوان نفترض أننا إزاء نص يندرج ضمن مجال الإتصال  وأن الكاتب سيتحدث فيه عن العوامل المساهمة في تحقيق الإتصال ونتائجها.

4-    فهم النص

·         الفكرة العامة :

وصف الإنسان بالكائن الإتصالي، و إبراز أهمية الوسيط الإلكتروني ومحوريته في مجال الإعلام وتحديد الكاتب للعوامل المساهمة في التطور السريع للإتصال والإعلام ووسائله والمتداخلة فيما بينها مما أدى إلى خلق ساحة ساخنة للصراعات العالمية.

·        الأفكار الأساسية:

 

ü     وصف الإنسان باعتباره كائنا اتصاليا يعزى إلى كون أن بقاء الكائن البشري رهين بوجود نظام للاتصال في كل زمان ومكان.

ü     إبراز الكاتب أهمية الوسيط الإلكتروني ومحوريته في مجال الإعلام.

ü     تقديم الكاتب للعوامل المساهمة في التطور السريع لوسائل الإعلام والإتصال، وإبراز تداخل هذه العوامل التي أشعلت نيران الصراعات العالمية والإقليمية والمحلية..

 

5-    تحليل النص

·        معجم النص:

يمكن تقسيم ألفاظ النص إلى حقلين دلاليين وهما:

Ø     حقل الاتصال:   

اتصالي/ نظام الاتصال/ بث الأقمار/ وسائل الاتصال/ الاتصال/ عصر المعلومات/ الوسيط الإلكتروني/ وسائط الاتصال/ الرسائل/ الإعلام/ عصر الصورة/ الوسائط المتعددة...

Ø     حقل الإنسان:

الإنسان/ كائن/ المجتمعات الإنسانية/ الكائن البشري/ تاريخ البشرية/ الأفراد والجماعات/ عقول البشر/ الدول المتقدمة/ الدول النامية...

Ø     طبيعة العلاقة بين الحقليين الدلاليين:

تجمع بين الحقليين علاقة ترابط وتكامل، فالإنسان كائن اتصالي وبقاؤه رهين بوجود نظام للاتصال.

·        بناء النص ونظامه:

يعتمدُ النصّ على بنية حجاجية تفسيرية/إقناعية، ويمكن التمثيل لها على الشكل الآتي:

Ø     التقديم أو التعريف بالقضية: الإنسان كائن اتصالي، ذلك أن الاتصال شرط جوهري من شروط وجود المجتمعات البشرية (الفقرة الأولى).

Ø     الاستدلال: تطور وسائل ونظم الاتصال أدّى إلى تطور المجتمعات (الفقرة الثانية)، الثورة الاتصالية والإعلامية قائمة على عدة عوامل (الفقرة الثالثة).

Ø     الاستنتاج: التأكيد على أنّ الإعلام الحديث صار  منبعا وساحة للصراعات الشائكة (الفقرة الرابعة).

 

·        لغة النص وأساليبه:

يغلب على النص حقلا معجميا علميا وتقنيا وهو ما يتلاءم مع طبيعة الموضوع، وتتسم لغته بالطابع التقريري المباشر، وذلك نظرا للغرض المتوخى منه حيث يروم التفسير والإقناع بفكرة تطور نظام الاتصال والدور الجوهري الذي تمثّله الوسائط المتعددة في تقدم المجتمعات، كما أن هناك عدة أساليب حجاجيّة في النص، من قبيل:

 -       التوكيد: إنّ وراء ثورة الإعلام والاتصال..

       - النفي: لا يمكن أن تحقّق وجودها..

-       التفسير: فالأهمّ هو طبيعة الرسائل../ فهو اليوم محور..

         6- تركيب

تأسيسا على ما سلف نخلص إلى أن النص يطرح قضيّة رئيسة مفادُها أن الإنسان كائن اتصالي، ذلك أن نظام الاتصال يعتبر شرطا محوريا من شروط بقاء الكائن البشري، وقد شكلت عدة عوامل الأساس الذي قامت عليه هذه الثورة الإعلامية الحديثة، منها ما هو تقني وسياسي واقتصادي، إلاّ أنّ تداخل هذه العوامل أشعل نار الصراعات العالمية والإقليمية والمحلية. وانسجاما مع طبيعة الموضوع فقد جاء النص بلغة ذات طابع تقريري تفسيري/حجاجي يروم إشاعة وترسيخ الوعي بأدوار ورهانات الوسائط التواصلية الحديثة، كما أن الحقل المعتمد في النص اقتصر على معجم علمي وتقني لاءم الموضوع. ومن هنا يمكن القول إن الكاتب قد وفق إلى حد كبير في مناقشة قضية فكرية تواصلية وإعلامية بأسلوب حجاجي واضح وجلي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

درس: كيفية الرحيل وضروب الأهبة وكيفية النزول

درس: حكاية السندباد في وادي الحيات

ذريني ونفسي شرح قصيدة للشاعر عروة بن الورد (الجزء الأول)