ثقافة حقوق الإنسان

 

بسم الله الرحمان الرحيم

ثقافة حقوق الإنسان

1-   تقديم

يعرف موضوع حقوق الإنسان بأنه دراسة الحقوق الشخصية المعترف بها وطنيا ودوليا، وهي التي تضمن في ظل حضارة معينة الجمع بين تأكيد الكرامة الإنسانية وحمايتها من جهة، والمحافظة على النظام العام من جهة ثانية.

ويعرف الدكتور محمد وليد المصري ثقافة حقوق الإنسان بقوله: "يمكن تعريف ثقافة حقوق الإنسان على أنها مجموعة من القيم والأفكار والسلوكيات والأعراف والتقاليد والمعتقدات التي تتوافق مع قيم ومبادئ حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية التي تقوم على مفهوم التعددية والتنوع والاختلاف، وهي ثقافة تبنى وتنتقل بمختلف وسائل التربية في البيت والمدرسة والجامعة ودور العبادة والجمعيات السياسية ومختلف المؤسسات الحكومية والأهلية والنوادي الرياضية ومؤسسات الشباب".

وجاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أن التعليم يهدف إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان والسلم وغيرها من المبادئ. وقد تكرر هذا الهدف في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وفي اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة...موضحاً أن مفهوم ثقافة حقوق الإنسان أوسع وأشمل من نصوص الاتفاقيات والقوانين، الأمر الذي لا يعني مجرد الإلمام والمعرفة بتلك الاتفاقيات والقوانين، وإنما ممارستها فعلياً بسلوكيات تنسجم معها على أرض الواقع.

كيف تطورت فكرة حقوق الإنسان؟ وما جوهرها؟

2-   تأطير النص

نوعية النص: النص حجاجي

توثيق النص: هذا النص تضمنه الكتاب التوجيهي المعنون: دليل مرجعي في مجال حقوق الإنسان، تكفلت بإصداره وزارة حقوق الإنسان، ووزارة التربية الوطنية، وقامت بطبعه: مطبعة المعارف الجديدة – الرباط، ص: 19 ما بعدها، بتصرف.

3-    ملاحظة النص

Ø     دراسة العنوان : 

Ø     من الناحية التركيبية، يتكون العنوان من ثلاث كلمات، الأولى (ثقافة) خبر لمبتدإ محذوف تقديره (هذه...) وهو مضاف، الكلمة الثانية (حقوق) مضاف إليه مجرور وهو مضاف، الكلمة الثالثة (الإنسان) مضاف إليه مجرور.

Ø     من الناحية الدلالية: تدل لفظة ثقافة على درجة من الاستيعاب والوعي بهذه الحقوق التي يجب أن تكون ثقافة عند الإنسان يمتثل لها.

Ø     دراسة المشيرات النصية:

Ø      بداية النص : الجملة الأولى من النص توضح أن فكرة حقوق الإنسان يعود ظهورها إلى أقدم العصور.

Ø      نهاية النص: يشير الكاتب إلى أن هذه الحقوق تتخذ من الإنسان في شموليته موضوعا للتنمية بمفهومها الواسع. 

Ø     فرضية القراءة:

من خلال دراستنا للعنوان والمشيرات النصية نفترض أننا إزاء نص سيناقش ثقافة حقوق الإنسان وسيعالج جوهر هذه الحقوق وقيمها وشموليتها.

 

4-   فهم النص

 

Ø     الفكرة الرئيسة:

يتبين من قراءتنا للنص وفهمه أن ثقافة حقوق الإنسان نتاج تراكمات تاريخية متتالية تقوم على قيم أهمها الحرية والكرامة والمساواة، وتدعو إلى السلم والتفاهم بين الشعوب والتسامح، وهي مجموعة من المكاسب الاقتصادية والسياسية والثقافية تتخذ الإنسان في شموليته موضوعا للتنمية بمفهومها الواسع.

Ø     الأفكار الجزئية:

Ø     تطورت فكرة حقوق الإنسان عبر مسار طويل، ظهرت نتيجة الحاجة إلى تنظيم العلاقات داخل المجتمعات البشرية مما أدى إلى صياغة قوانين تتلاءم وإمكانية التطور نحو العدالة ورفع الظلم.

Ø     تعتبر الحرية من أهم القيم الجديدة لثقافة حقوق الإنسان

Ø     الحرية الطبيعية هي الأساس الضمني والصريح لمنظومة حقوق الإنسان.

Ø     ارتباط قيمة الكرامة بقيمة الحرية.

Ø     الكرامة حرمة لا تُنتهك، وأمر ملازم للإنسان بما هو إنسان.

Ø     ما يترتب عن ثقافة حقوق الإنسان من قيم وحقوق.

Ø     المعنى الشمولي لحقوق الإنسان.

 

5-   تحليل النص

 

Ø     معجم النص:

تتوزع ألفاظ النص إلى حقلين دلاليين وهما:

                  

الحقوق والقوانين: العدالة ومحاربة الظلم، حرية الرأي، حرية التجمع، حرية التنقل، حرية الانتماء، الكرامة، المساواة بين الأجناس والأعراف، والثقافات، وبين الأفراد داخل المجتمع الواحد، الدعوة إلى السلم، والحوار والتفاهم بين الشعوب، التسامح- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

الإنسان:    البشرية، تنظيم العلاقات بين الناس، الحاكمين، المحكومين، المفكرين، الكائن البشري، الكائن الإنساني، أجيالها، الطبيعة الإنسانية، فرد، الأجناس،المجتمع...

 

طبيعة العلاقة بين الحقليين الدلاليين: تجمع بين الحقليين الدلاليين علاقة تكامل وتلازم، فالإنسان لا يحقق إنسانيته إلا باكتسابه لمجموعة من القيم التي تقوم عليها ثقافة حقوق الإنسان أهمها الحرية والكرامة.

Ø     المنهج المعتمد في كتابة النص:

يقوم النص على بنية حجاجية تتكون من مقدمة وعرض وخاتمة، تأسست المقدمة فيه انطلاقا من تحديد كيفية تطور فكرة حقوق الإنسان عبر التاريخ.

لننتقل بعدها بشكل منسجم ومنتظم في الأفكار والفقرات إلى إبراز أهم القيم التي تقوم عليها هذه المنظومة الثقافية والمتجلية في الحرية والكرامة.

ويختتم النص بالحديث عن المعنى الشمولي لحقوق الإنسان.

ومن هنا يمكن القول إن الكاتب قد اعتمد على منهج استقرائي، تدرج فيه من الجزء إلى الكل، فاستهل نصه بمنطلق تاريخي حيث كانت حقوق الإنسان مجرد فكرة، ثم انتقل إلى القيمة الجوهرية التي تقوم عليها وهي الحرية، وبعد حين لجأ إلى الحديث عن قيمة أخرى ترتبط بها، وهي الكرامة، ثم انتقل إلى ما يترتب عن ارتباطهما، وفي الختام أوقفنا على المعنى الشمولي لحقوق الإنسان.

Ø     اللغة المستعملة: 

لغة النص تقريرية مباشرة تخلو من الإيحاءات المجازية وهو ما ينسجم مع طبيعة هذا النص، توسل بها الكاتب قصد إقناعنا بما تضمنه الموضوع، معتمدا على جمل إخبارية في شموليتها. ونلاحظ إلى جانب هذه الجمل وجود أساليب تتناسب ونوعية النص الحجاجي؛ كأسلوب التأكيد" إن فكرة حقوق الإنسان"، ولام التعليل "لترسيخ هذه الحرية"، وأسلوب النفي "لا تقل..."، وأدوات تفيد التفسير " أي القيمة الذاتية للإنسانية كلها"، والتكرار "حقوق، الإنسان، منظومة، الحرية، الكرامة، الطبيعة، ثقافة...".

6-   التركيب والتقويم:

خلاصة القول، إن النص الذي درسناه يعتبر نصا حجاجيا حاول من خلاله الكاتب أن يوضح للمتلقي ويدله على منظومة حقوق الإنسان التي تعد منظومة ثقافية تشتمل على عدة قيم أهمها الحرية التي تنتمي إلى الطبيعة الإنسانية وتلازمها، والكرامة التي تجعل الكائن الإنساني قيمة فريدة لا يجوز انتهاك حرمتها أو احتقارها، وهي أمر ملازم للإنسان من حيث هو إنسان. وقد توسل الكاتب في عملية الإقناع ببنية حجاجية تقوم على مقدمة وعرض وخاتمة مترابطة الأجزاء ومتناسقة الفقرات، وعلى منهج استقرائي بدأ فيه من الجزء إلى الكل، ووظف لغة تقريرية مباشرة، تضمنت عدة أساليب كالتأكيد والتكرار والنفي وأدوات للتعليل والاستنتاج والتفسير...

ومن ثم يمكن اعتبار النص وثيقة مرجعية تتجلى فيها أهم القيم التي تقوم عليها ثقافة حقوق الإنسان.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

درس: كيفية الرحيل وضروب الأهبة وكيفية النزول

درس: حكاية السندباد في وادي الحيات

ذريني ونفسي شرح قصيدة للشاعر عروة بن الورد (الجزء الأول)